كيف تفسرون اختلاف ميل مسار القمر؟ ماذا يحدث عندما يمر القمر أسفل المسار( الدائرة الكسوفية)؛ فهل هناك في تلك الآونة خطوط عرض لا نراها كما هو الحال بالنسبة للشمس عند القطب الشمالي شتاءاً؟

ليس ميل المسار هو الذي يختلف بل ميل القمر نفسه. فميل أحد النجوم يتوقف على أساس خط الاستواء السماوي كمرجع (امتداد خط الاستواء الأرضي)، ونظراً لأن مدار القمر ليس في المسار الاستوائي فمن الطبيعي أن يتغير ميل القمر. ومرور الشمس أسفل المسار لا يفسر كونها غير مرئية أحياناً عند القطب الشمالي بل يرجع الأمر ببساطة إلى مرورها أسفل المسار الأفقي للمكان. لذا على سبيل المثال في القطب الشمالي لا نرى الشمس عندما يكون مسارها سالباً (بين اعتدال الخريف واعتدال الربيع). ونفس الشيء بالنسبة للقمر. فعندما يكون مساره سالباً، لا يمكن رؤيته عند القطب الشمالي. وإذا تم دراسة مراحل القمر، يعرف التلاميذ أنه في أحد المراحل مثلاً يكون القمر في اتجاه الشمس بينما يأخذ الاتجاه المقابل في مرحلة أخرى. وهكذا، دون القيام بحسابات، يمكن القول بأنه في الشتاء والربيع (ميل سالب للشمس) لا يمكن رؤية القمر في القطب الشمالي وكذلك الأهلة المواكبة لتلك الفترة. بينما يمكن رؤية القمر في مرحلة البدر (لذا يمكن القول أنه لا يوجد ليل خلال ستة أشهر في القطب الشمالي كما هو دارج). بينما يحدث العكس في الصيف والخريف حيث نرى عند القطب الشمالي أهلة رقيقة ولكن لا نرى أبداً مراحلة البدر  . أما بالنسبة للمراحل الوسيطة، فيجب عمل بعض الحسابات حيث أن الميل خمس درجات عن مسار القمر على الدائرة الكسوفية  لا يستهان بها. Jean Ripert